شباب مصر
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إليناDear Guest ,We welcome to you with us & We hope That you will be a Member in our Forum
شباب مصر
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إليناDear Guest ,We welcome to you with us & We hope That you will be a Member in our Forum
شباب مصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


صداقه ومحبه وتميز
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» جاذبية الإنسان من اصابع يده !!!
مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 19, 2011 10:33 pm من طرف خالد

» نظف أسنانك فستحتاج إليها يوم القيامة
مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 25, 2010 1:41 pm من طرف طارق

»  الشيخ عبد الباسط عبد الصمد القمر والرحمن
مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 25, 2010 1:29 pm من طرف رانيا

» فساتين شيفون 2011
مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 23, 2010 6:15 am من طرف امل

» هل سمعت كلام ملك الموت؟
مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 22, 2010 7:07 pm من طرف خالد

» لكل البنات والستات تحذير هام _ احذرو من (بلاك بيري)
مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 22, 2010 6:43 pm من طرف خالد

» الحليب والتفاح للتمتع بطول القامة
مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 22, 2010 1:09 pm من طرف مها

» طريقة تحضير البيتزا
مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 22, 2010 1:05 pm من طرف مها

» لحم الغنم على الطريقة السعودية
مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 22, 2010 12:52 pm من طرف مها

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 78 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 78 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 78 بتاريخ الأحد سبتمبر 22, 2024 5:46 am
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نانى
مذكرات محجبة سابقة Vote_rcapمذكرات محجبة سابقة 44072910مذكرات محجبة سابقة Vote_lcap 
خالد
مذكرات محجبة سابقة Vote_rcapمذكرات محجبة سابقة 44072910مذكرات محجبة سابقة Vote_lcap 
مايا
مذكرات محجبة سابقة Vote_rcapمذكرات محجبة سابقة 44072910مذكرات محجبة سابقة Vote_lcap 
اشرقت
مذكرات محجبة سابقة Vote_rcapمذكرات محجبة سابقة 44072910مذكرات محجبة سابقة Vote_lcap 
رانيا
مذكرات محجبة سابقة Vote_rcapمذكرات محجبة سابقة 44072910مذكرات محجبة سابقة Vote_lcap 
امل
مذكرات محجبة سابقة Vote_rcapمذكرات محجبة سابقة 44072910مذكرات محجبة سابقة Vote_lcap 
خالدعيد
مذكرات محجبة سابقة Vote_rcapمذكرات محجبة سابقة 44072910مذكرات محجبة سابقة Vote_lcap 
حنين
مذكرات محجبة سابقة Vote_rcapمذكرات محجبة سابقة 44072910مذكرات محجبة سابقة Vote_lcap 
نجلاء
مذكرات محجبة سابقة Vote_rcapمذكرات محجبة سابقة 44072910مذكرات محجبة سابقة Vote_lcap 
صباح
مذكرات محجبة سابقة Vote_rcapمذكرات محجبة سابقة 44072910مذكرات محجبة سابقة Vote_lcap 
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 مذكرات محجبة سابقة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صباح

صباح


انثى عدد المساهمات : 56

مذكرات محجبة سابقة Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات محجبة سابقة   مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالسبت مارس 06, 2010 2:45 pm

"مذكرات محجبة سابقة
كنت في الثانية والعشرين من عمري عندما بدأت قصتي مع الحجاب. لا أتذكر كيف اتخذت قرار التحجب. كل ما أذكره أن ذلك حصل سريعاً سريعا. ثم أمضيتُ أربع سنوات ونصف سنة قبل أن أقرر نزعه.

في البداية ابتعدتُ شيئا فشيئا عن لبس الثياب الكاشفة وعن الذهاب إلى المسابح وعن المشاركة في الحفلات المختلطة. كنتُ منذ الثانية عشرة من عمري أواظب على الصلاة، وكنتُ مقتنعة بأن الحجاب فرض ديني، وإن كنت غير قادرة على التزامه في البداية. فقد كانت مرحلة بحث عن الذات، ولم أكن أعرف ماذا أريد من الدنيا. كنت أشعر أني أبحث عن شيء مفقود في حياتي. أذكر أن حادثة جرت لي في تلك الفترة ولا أدري مدى تأثيرها على قراري بالتحجب. فقد توفي أحد أعمامي وقد رأيته ميتا بأم عيني مما أحدث جرحاً كبيراً في قلبي.

فخلال مراسم العزاء، شهد البيت حالاً مأسوية وخيم عليه جو ديني تخللته صلوات متتابعة. لا أدري ما الذي دفعني أثناء ذلك الى أن أضع غطاء الحداد الأبيض على رأسي طوال مدة العزاء. أذكر أني خرجتُ بين الناس وقد وضعتُ على رأسي الغطاء الأبيض، لأرى كيف يكون شعوري! بعد إنقضاء فترة العزاء بأسبوعين، استيقظت لأقول للجميع وسط ذهولهم بأني أريد التحجب. وفي اليوم نفسه قصدتُ السوق لأشتري أغطية عدة للرأس. وفي اليوم التالي تحضرت للذهاب إلى الجامعة وقد أخذت الحجاب إلى السيارة وبقيت جالسة فيها نصف ساعة. ثم رميته على المقعد الخلفي واتجهت إلى الجامعة حاسرة الرأس. إلاّ أني لم اشعر بالراحة. في اليوم الثالث، خرجت من المنزل إلى الجامعة وأنا مرتدية غطاء الرأس. وهكذا حسمتُ مسألة ارتدائي الحجاب وبدأت قصتي معه.

أول المشوار، ابتعدتُ عن الأمكنة التي قد التقي فيها أحد معارفي. أول الذين رأيتهم، شابان يصغرانني بسنتين، وكان تعليقهما مريحا: "مبروك. كتير حلو عليك". صديقة أخرى التقيتها في اليوم نفسه وكان تعليقها أكثر سلبية. قالت لي وهي تضحك: "شو عامله بحالك مثل أهل الريف والقرى. شو تخلفتي؟".

ثم استمرت التعليقات في الفترة الأولى بين مرحّبة ومستهجنة. واحدة قالت:"شو عملتِ بحالك. دفنتِ نفسك حية ولن تجدي عريساً بعد اليوم".

صديقاتي المقربات قلن لي: "أنت حرة وهذا قرارك وستظلين صديقتنا".

هناك من أيدني بشدة وبارك لي حجابي. لم يعارض والدي القرار ولم يؤيده في تلك الفترة، لكنه قال لي: بابا، فكّري جيدا في الموضوع، فالحجاب مبدأ ومن الصعب على الفتاة أن تتراجع عنه بعد ذلك في مواجهة الناس.

كانت عائلتنا الموسعة بالكاد تخلو من إمرأة محجبة، حتى أن بنات إحدى عماتي غير المتحجبات سرعان ما تبعنني والتزمن الحجاب. أما عائلتنا الصغيرة فلم تكن شديدة التدين، ولا أمي كانت ترتدي الحجاب.

في بداية تحجبي أعتبرتُ الحجاب فرضاً إلهياً وواجباً. كنتُ أعتبر العذاب والمعاناة امتحاناً لإيماني وأن ذلك سيكسبني أجراً ويجعلني أتجاوز المشكلة.

لكني أحسستُ في ما بعد بأني مرهقةٌ حقاً ومتعبة، وبأني أعيش صراعاً دائماً مع الذات.



دروس الدين

جاء قراري التحجب قبل أن أتابع أيا من دروس الدين. في مرحلة لاحقة قيل لي إن هناك دروساً دينية للنساء تقام في المنازل، فاستعلمتُ عن العنوان من صديقة لي وذهبتُ لأرى. هناك جرت عملية التعارف وبدأت قصتي. في الفترة الأولى، كنت أجلس في المقاعد الأخيرة من الغرفة، مستمعة، من دون أن أشارك في النقاش. كانت الدروس شيئاً مهماً وجميلا بالنسبة إليّ، إذ أخرجتني من عزلتي وجعلتني أتعرف الى فتيات متحجباب يخضن التجربة نفسها. لم أعد أشعر بالوحدة بعدما عثرتُ على ما كنتُ أبحث عنه.

في الدروس العامة كنا نلاحظ أن بعض الفتيات يعدن محجبات بعد فترة من مواظبتهن على الدوام. أما في "ليلة القدر" فكانت هناك نسبة كبيرة من الفتيات اللواتي يقررن وضع الحجاب. وكان ذلك يجري وفق طقوس معينة، إذ كنا ننظم وليمة إفطار عامرة ونقيم الصلوات طوال الليل الى أن تأتي الأستاذة المشرفة التي يسمّونها الآنسة ومعها رزمة من أغطية الرأس الجديدة لتلبية طلب أي فتاة تقرر ارتداء الحجاب في تلك الليلة المباركة.

تبدأ الآنسة بالكلام، وفجأةً تفصح إحدى الفتيات عن رغبتها في التحجب، فتتولى مساعدات الآنسة دعوتها إلى الوقوف في وسط الحلقة ليوضع الحجاب على رأسها وسط الزغاليد والأناشيد وضرب الدفوف. وغالبا ما كانت الفتاة تبكي تأثراً ويشاركها بعض الحضور بكاءها وخصوصا الفتيات اللواتي لم يتحجبن بعد. وفي أحيان، تبكي الآنسة وتبارك المتحجبة الجديدة وتدعو الله أن يثبتها على قرارها وأن يهدي بقية الفتيات، مؤكدةً أن دعاء الفتاة المحجبة سيكون مستجاباً مدة أربعين يوما وستكون ذنوبها السابقة مغفورة كلها.

ثم تتولى الآنسة دعوة الفتاة المتحجبة لتروي أمام الحضور تجربتها وشعورها الجديد.

أنا نفسي، كنتُ أبكي أحياناً، لذا لا أريد أن يؤخذ كلامي هذا بمثابة استهزاء.

في الدروس الخصوصية كانت الأستاذة المشرفة لا تكبرنا سناً بكثير، فهي في حدود الثلاثين من العمر، وكانت مثلنا طالبة جامعية تحجبت حديثاً. وكانت تالياً قريبة منا وقادرة على الإصغاء إلينا وتفهم مشكلاتنا. كنا نلجأ إليها لنتحادث معها في أمور شتى تخص حياتنا.

وبعد أن نكون أنهينا ما يُسمّى مرحلة فقه العبادات، تعلمنا الآنسة بضرورة الانتقال الى مرحلة متقدمة تتولى المسؤولية فيها آنسة من مستوى أعلى. يومها شعرت أننا وقعنا في فخ وأن الآنسة التي اعتبرناها صديقة فعلية، قد تخلت عنا ببساطة. أما الآنسة الجديدة فقد تم تخويفنا من مكانتها وخصوصاً عندما طلبت منا الآنسة السابقة أن نتعامل مع خليفتها باحترام كبير، وأن لا نتكلم في حضرتها، وأن نقف كلما دخلت الغرفة، وأن لا نجلس قبل جلوسها. في المناسبة، فإن لون حجاب كل آنسة يدل على مكانتها، من الأبيض أولاً مرورا بالأزرق الفاتح فالكحلي وصولا الى الأسود.



تحت الجلباب الطويل

في المحصلة، وبعد درسين أو ثلاثة خلال هذه المرحلة المتقدمة، قالت الآنسة الجديدة إن الفتاة التي تريد إكمال الدروس معها، عليها أن تلبس الجلباب الطويل. معظم الفتيات وافقن، أما أنا فتوقفت عن متابعة الدروس الخاصة. في البداية، حاولت الآنسة السابقة إقناعي بالعزوف عن قراري، لكن بلا جدوى. وفي فترة لاحقة عرضت عليّ إحدى الآنسات أن أشاركها إعطاء دروس خاصة لمجموعة من الفتيات كوني أمثل نموذجاً يتقاسمن معه الخلفية الإجتماعية نفسها، فحضرت درسين ثم انسحبت من جديد.

وبسبب حاجتي في تلك الفترة إلى سماع "كلمتين" عن الله من دون إلتزامات، فقد عدتُ مجدداً إلى الدروس العامة الأساسية. لكن تمّ إفهامي بأن الآنسة المسؤولة لا ترغب في ذلك، كوني تعديت منذ سنتين مرحلة الدروس العامة. بعد فترة، تعرفتُ الى مجموعة أخرى من الفتيات، على صلة بفئة ثانية من الآنسات، لكني سرعان ما اكتشفت أن تلك الجماعات كلها تدور في فلك واحد، فتوقفتُ نهائياً عن متابعة الدروس.

أستطيع اليوم، التأكيد أن الأسلوب الذي يستخدمنه للوصول إلى دواخل كل منا، هو غاية في الدهاء. ومع أني كنت أعتبر نفسي ذكية، فقد استطعن أن يغسلن دماغي، وأن يقنعنني بأمور كثيرة، لم أكن أعتقد يوما أن من الممكن أن أقتنع بها، من مثل الإمتناع عن مصافحة الرجال وعدم سماع الموسيقى ونتف الحواجب.



معاناة

في الأساس، لقد دفعني إلى التفكير في نزع الحجاب، إدراكي المتزايد أن الأمور التي يراد فرضها على المرأة بالتلازم مع الحجاب، لا تتوافق مع اقتناعاتي الشخصية في شأن إنسانية المرأة وحريتها ودورها في المجتمع.

كان هناك أمور أؤمن بها وأحب ممارستها. لكن الصورة الإجتماعية للمرأة المحجبة كانت في تناقض مستمر مع تصرفات محددة، كالإختلاط بالشبان ونسج صداقات معهم، والاستماع الى الموسيقى والخروج إلى المطاعم والأماكن العامة في رفقة الأصدقاء.

في بداية حجابي، كنت أعيش ما يشبه حالة غسل الدماغ، وقد امتنعتُ بإرادتي عن هذه الممارسات كلها. ثم أخذت اقتناعاتي تتغير فلم أعد أرى ما يعيب في مثل تلك التصرفات، وإن كانت لا تتلاءم مع صورة المرأة المحجبة في المجتمع.

أعتقد أن تلك الجماعات تخلت عن جوهر الإيمان وصارت مهتمة بصغائر الأمور من مثل: ضرورة أن تطأ الفتاة البيت دائما، بالقدم اليمنى، وأن تدخل الى المرحاض بالقدم اليسرى، وأن لا تطيل أظافرها لأن الشيطان يتربى على الأظافر، وأن تكتفي بتبادل عبارات من مثل صباح الخير وصباح النور مع الرجال إذا لم يكن الموضوع يتعلق بمشاغل العمل....إلخ.

في البداية اعتبرتُ هذه الأمور بمثابة مسلّمات، فلم أعد أخرج الى الأمكنة المختلطة، ولم أعد أشارك في الأعراس، حتى أني توقفت عن سماع الأغاني. ثم رحت أخرج في كل فترة بقرارات، من مثل عدم مصافحة الرجال أو عدم ارتداء البنطال. ومع ذلك كنت أفشل في تطبيقها.

اذكر مرة أني رافقتُ بعض الصديقات في سيارة تصدح من مذياعها أغان جميلة، وأني ارتبكت عند سماعها، وقد تملكني صراع رهيب مع ذاتي فرحت أقول لنفسي: حرام أن تسمعي هذه الأغاني. ثم أعود فجأة الى رشدي لأردد: إنها فعلا ألحان جميلة وممتعة، فهل من المعقول أن أخاف على إيماني لأني أستمع الى الأغاني.

لقد عشتُ هذا الصراع في كل نواحي الحياة. في البداية تجاهلتُ في داخلي الصوتَ الذي يدفعني الى التصرف بتلقائية وعفوية، فكنتُ أروح أضغط على نفسي بإسم الحرام والعيب، وأقنعها بأن الله يمتحنني، وبأنه سيكافئني في النهاية.


لم تستمر تلك الحال طويلا، إذ سرعان ما أدركتُ بعقلي أن هذه العلاقة الجامدة مع الله تتناقض مع كل شيء منطقي بالنسبة إليّ، وأني أحرم نفسي أشياء هي في قرارة نفسي غاية في الطبيعية. ففي العمل مثلاً، لم أستطع أن ألغي الجانب الإنساني والإجتماعي في علاقتي مع زملائي ورأيتني أتكلم تلقائيا بودّ معهم. لم أفهم لماذا كان يتوجب عليَّ أن أظلّ مكشرة في وجوههم.

كنت في أحيان، أدخل في نقاش مهم وممتع مع أحد الرجال في العمل، لكني سرعان ما كنت أتوقف عن ذلك وأمتنع عن الضحك أو الكلام الزائد، واضعةً حداً للنقاش خوف أن يكوّن أحدهم فكرة خاطئة عني. مع أني كنت في داخلي أتمنى لو يستمر الحوار لمعرفتي أني لا أرتكب أي خطأ. حتى في أمور بسيطة كنت أخجل في البداية من التدخين في الأماكن العامة، لأن الصورة التي تكوّنت لديَّ عن الفتاة المحجبة لا تتوافق مع التدخين. غير أني تخليت عن ذلك. وهكذا كانت الحال أيضاً في شأن مصافحة الرجال التي لم أعد أرى فيها ما يعيب، وإن كانت غير مقبولة إجتماعيا من الفتاة المتحجبة.

أذكر مرة أنه كان من المفترض في إطار عملي أن أوزع شهادات التخرج على المشاركين في ندوة تدريبية، وكيف أن العديد من المشاركين راح يتردد في مصافحتي كوني محجبة. في المحصلة، ألصقتْ بي هوية محددة، رغبتُ بذلك أم لم أرغب، مفادها أني فتاة إسلامية وأني شئت أم أبيت سأظل حاملةً لرسالة معينة ولدور محدد مرتبط بصورة الفتاة المحجبة في المجتمع.

في الفترة الأخيرة نشأت حالٌ من عدم الإنسجام بين شخصيتي وحجابي، وكلما كنت أتحضر للخروج صباحا من المنزل، أتذكر فجأةً تلك القطعة من القماش التي من المفترض أن أرتديها قبل خروجي.

في السنة الأخيرة كنتُ أشعر الى حدّ غير معقول بوطأة تلك القطعة من القماش على رأسي. فلم أعد مرتاحة داخليا بل أحسست بأن هناك شيئاً ما خاطئاً في المعادلة: أنا بحجاب وأنا بدون حجاب.

خلال فترة معينة من حياتي محجبةً، كنت أسمع باستمرار تعليقات، من مثل كيف تحجبتِ، وخصوصا عندما يتعرف الناس إلى شخصيتي وخلفيتي المهنية. ثم أصبح السؤال: "شو جاب لجاب"، ذلك أن أسلوب حياتي لم يعد يتوافق أبدا مع نظرة الناس المحافظة الى الفتاة المحجبة.

كنت أجيب عن مثل هذه الأسئلة بمنطق أن على الفتاة أن تمارس حياتها بحرية مع الحجاب لأن الدين لا يمنعها من ذلك. ثم صرت أشعر بالإرباك لأن أجوبتي لم تعد مقنعة للناس. فأحسست كأني أخدع نفسي، لأني أتكلم عن شيء لست مقتنعة به تماما، ولا متصالحة فيه مع ذاتي.

كان بعضهم يقول لي إن الحجاب يحجب عن الحرام، لكني أدركت في الفترة الأخيرة أن الحجاب يحجبني فعلا عن حريتي وعن مشاركتي الفاعلة في المجتمع. ثم تبيّن لي أنه ليس هناك الكثير من النساء المتحجبات اللواتي برزن في المجتمع أو اضطلعن بدور فكري أو سياسي أو اقتصادي مهم.



نزع الحجاب

عندما فكرتُ في نزع حجابي، تملكني خوف شديد من عقاب الله. ثم توصلت إلى اقتناع مفاده أن الله ليس هو من يقف في طريقي، بل هو حجابي أعطاني قوة سمحت لي في ما بعد أن أتخلى عنه. ثم ارتبط الخوف لديَّ بالتحسب من ردود فعل العائلة الصغيرة والعائلة الممتدة على طول المجتمع.

ثم راح الشك ينتابني ويتآكلني حيال صواب التحجب أو عدمه. حاولت أن أستمع الى وجهات نظر بعض الناس المقربين. كان أبي على الدوام مرنا في شؤون الدين، وكانت لديه علاقة خاصة مع الله. ولطالما كان يردد على مسامعي أن الله أكبر من كل هذه التفاصيل التي تشغلني وأنه أكثر رحمة من كل المتزمتين حولي. كانت آراؤه تستفزني كثيرا لأن أمور الدين كانت مقدسة بالنسبة إليّ، ويجب عدم التفكير فيها.

وعندما أعدتُ التفكير في خياراتي كانت آراء أبي هي أول ما استذكرته واستعنت به. كان موقفه في غاية الأهمية. فرغم أنه كان ضد أن أنزع الحجاب، وقف إلى جانبي وأيد حقي في حرية الإختيار وقال لي اني سأظل إبنته وسأظل جزءا من العائلة. لكنه أحس مع ذلك بأن هناك شيئاً ما قد اهتز حقاً، وكان منهمّاً جدا حيال ردود فعل المجتمع والعائلة.

من جهتي أيضا ظللتُ خائفةً رد فعل العائلة حتى اللحظة الأخيرة، لأني أدركتُ وفق أي منطلق سيعالجون الموضوع بعدما قاسمتهم موضوع التحجب لفترة طويلة. ويمكن تلخيص هذا المنطق بالعبارة الآتية: الحجاب واجب على المرأة لأنه فرض إلهي لا نقاش فيه، وهو يحميها ويمنع عنها الأذى ويسمح لها بحمل الرسالة الإسلامية.

كانت ردة فعل بنات عمتي متوقعة بعدما علمن بنزعي الحجاب. إحداهن بكت عبر الهاتف وقالت لي إني نوارة العائلة فكيف أفعل ما أفعله بنفسي. وذكّرتني بأنها تحجبت إقتداء بي!

أبنة عم أخرى بعثت لي عبر الأنترنت رسائل دينية. وهكذا كانت الحال مع بعض صديقاتي المقربات، إذ شرعن في البكاء عندما شاهدنني بدون حجاب ودعون لي بأن يهديني الله ورحن يرددن أن الحجاب نوع من أنواع الجهاد وهو إمتحان للنفس. لكن كل محاولاتهن لثنيي عن قراري باءت بالفشل.

احد أعمامي الأكثر قربا مني، إنزعج كثيرا ولم يعد ينام الليل، وحاول مرة أن يفاتحني بالأمر قائلا إني لا أعي أبعاد هذا القرار وتأثيراته على الناس وعلى العائلة. أجبته: أرجوك، أنا لا يهمني ما يقوله الناس وليس لهم أي علاقة بقراري لأنه قرار شخصي. أما في خصوص العائلة فهذه هي مشكلتها وليست مشكلتي.

حاولت مرة أن أجس نبض صديقة كانت مقربة جدا. تفهمت موقفي بدايةً وأوضحت أن من الطبيعي أن يمر المرء بأزمة في فترة معينة فيشكك في وجوده وعلاقته بالله وفي الكثير من قراراته. لكنها كانت واضحة تماما عندما دعتني الى إبقاء الحجاب مؤكدةً أن الله سيساعدني وأن حجابي وإيماني سيخرجانني من المحنة التي أنا فيها.

لم يحرك هذا المنطق في داخلي ما كنت أبحث. وقد طرحتُ المسألة على صديق فأجاب: "الأمر لا يحتاج الى الكثير من الجدل، فإما أن تفكي الحجاب وإما أن تستمري في وضعه". قال ذلك ببساطة صدمتني في البداية لأني كنت أرى في هذا النوع من القرارات كل الجدية والأهمية. بساطة معالجته للقضية سمحت لي بإدراك أن الأمر هو في الآن نفسه كبير وصغير، وأنه يتوقف على طريقة تعاملي معه. وقد تناقشت حديثاً مع صديقة تخلت عن الحجاب لكنها تختلف عني لجهة عدم اقتناعها منذ البداية به، مع أنها التزمته خلال سنتين بسبب وفاة والدتها، في حين كنت مقتنعة في السنتين الأوليين وأناقش الناس وأستميت في الدفاع عن حجابي. وقد شرحت لي الصديقة شعورها يوم فكت حجابها والصراع الداخلي الذي عاشته قبل الإقدام على ذلك. تكلمت معها قبيل نزعي الحجاب وكنت أحس أنها لسان حالي. ثم تكلمت معها خلال الأيام الأولى لسفوري والمشكلات التي أعانيها، وقد ساعدتني المناقشات كثيراً في تجاوز الصعوبات بسبب وجود إنسانة تتفهم ما أعيشه. والأهمّ كان إحساسنا أننا لم نعد نضحك لا على أنفسنا ولا على الناس. لقد أحسستُ أني تحررتُ من صورة كنتُ أفرضها على نفسي وعلى الناس، ولا تعكس حقيقة شخصيتي.

قصة طريفة ومعبرة حدثت معي بعدما تخليت عن الحجاب. كانت لي صديقة متدينة، متزوجة ولها ولدان. كلما التقينا كانت تعلن رغبتها في اتباع خطاي وتغبطني على قراري التحجب. مضت فترة طويلة قبل أن نلتقي، الى أن اجتمعت بها مجددا في بيت إحدى الصديقات، وكانت هي قد تحجبت وكنت أنا قد فككت حجابي. عندما التقت أنظارنا قلت لها: مبروك. بيلبقلك الحجاب. وبادرتني هي مضطرةً بعبارات المجاملة نفسها، لكن في الإتجاه المعاكس. وحين سألتها الصديقات عن شعورها وهي متحجبة وعن ردود فعل الناس، روت أن رد الفعل العفوي لدى إبنها البالغ من العمر 5 سنوات قوله لها: ماما لماذا فعلت هذا؟ شكلك ليس جميلا وأنا خائف منك. لقد ضحك الجميع بالطبع، لكن تلك الحادثة أثرت فيّ، بسبب الأهمية التي أوليها لرأي الأطفال كونهم بريئين وصادقين، ولم يخربهم المجتمع بعد. ففطرة الولد وصدقه جعلاه يخاف شكل والدته الجديد، شاعراً بأن هذا الأمر غير طبيعي.



الحجاب والقرآن

من الأمور التي غالبا ما تواجه بها الفتاة السافرة المتدينين هي الآيات القرآنية المتعلقة بلباس المرأة. وتجاه الآيات الثلاث التي وردت في القرآن وفيها إشارة إلى لباس المرأة، عندي اقتناع بأن الفقهاء فسّروها بشكل قسري وأحادي لا يواكب العصر. فبالنسبة إليّ لا تزال مفاهيم الخمار والجلباب والحجاب كما وردت في الآيات الثلاث غير واضحة وتحتمل التأويل. وحتى لو كان تفسير هذه الآيات صحيحاً، فإن هذا الكلام موجه في الدرجة الأولى إلى مرحلة ومجتمع، كان من الأفضل فيهما للمرأة أن تتغطى حمايةً لها. أما اليوم فنحن في زمن ومجتمع مغايرين. لست ضد الإحتشام، لكن لا أعتقد أن غطاء الرأس يفيد في شيء في زمننا هذا. إن الله عندما أنزل هذه الآيات، أنزلها في مجتمع محدد وزمن معين، وكانت في غاية الضرورة. لكن الله كان يعرف أيضا أن الأحوال ستتبدل بعد 1400 سنة، ولذلك أعطانا القدرة على التفكير والوصول إلى أحكام أكثر مواكبة لعصرنا. إن طرق التفسير القديمة ليست صالحة لكل زمان ومكان، ويجب إعادة النظر في الأحكام المستنبطة منها. أنا في النهاية لست ضليعة ومتبحرة في علوم الدين، لكني أعتقد أن علينا إعادة النظر في الكثير من المفاهيم والمظاهر الدينية التي أكل الدهر عليها وشرب. يقولون لنا إن تنظيف الأسنان بالمسواك هو من السنّة، لكن لو كان ثمة وجود للفرشاة ومعجون الأسنان في عصر الرسول، أما كان استخدمهما بدلا من المسواك!؟

ولمن يعتبر أن الحجاب يحدّ من النظرات الغريزية إلى المرأة ويمنع النظر إليها كأداة للمتعة، أقول إني لم أشعر قط، بالحجاب أو بدونه، أن هذا يعنيني. لأن إنسانيتي في الحالتين تمنعني من أن أكون أداة للمتعة الذكورية، ولأن شخصيتي في النهاية هي التي ستفرض إحترامي على الآخرين. شخص مقرّب مني قال لي مرة إنه عندما تعرف اليّ لم يشاهد الحجاب! هذا الشخص أصبحت تربطني به اليوم علاقة حب، فقد ساعدني انفتاحه وتفهمه كثيرا في نزع الحجاب. والأهم أنه أحبني وأنا كنت لما أزل متحجبة، وقد استمر حبه لي بدون حجاب.

الحب هو من أجمل الأمور التي يمكن أن تحدث للإنسان. واليوم، حتى لو لم تتكلل هذه العلاقة بالزواج، لن أتراجع عن قراري بنزع الحجاب. الحب يمكن أن يزول، لكن القرار الذي أتخذته مع نفسي، لن أتراجع عنه وسأكمل كما أنا. فهذا القرار فتح لي آفاقاً جديدة في العلاقة مع نفسي ومع المجتمع، من الصعب أن أتخلى عنها.

ورغم نزعي الحجاب، فإن موقفي من قانون منع الحجاب في المدارس الفرنسية يقوم على مبدأ أن لكل إنسان الحق في ممارسة ما يؤمن به ما دام لا يتناقض مع طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه. فمن حق الفتاة المسلمة أن تمارس اقتناعاتها وتلتزم حجابها، لكن عليها أن لا تفرض على الأخرين أن يمتنعوا عن ممارسة ما يخالف اقتناعاتها في المدرسة أو في المجال العام. أنا عندي مشكلة مع بعض العائلات المسلمة المحافظة التي تعيش في أوروبا وتضع بناتها في مدارس مختلطة، ثم تمنعهن من المشاركة في الرحلات المختلطة مثلاً، الأمر الذي قد يعطل سير النظام في المدرسة.

في النهاية أنا ضد مبدأ أن يُفرض على المرأة، بقوة القانون أو العرف والعادات، وضع الحجاب أو نزعه. ولو أن أحدا حاول إجباري على نزع الحجاب لكنت ترددت كثيرا في الإقدام على تنفيذ قراري الذي توصلت إليه بملء إرادتي.

أقول الآن إنه من المستحيل أن أتحجب من جديد. لا، لن أعود أبدا بعد اليوم إلى الحجاب أياً تكن الأزمة الوجودية التي يمكن أن تعترضني في المستقبل. ولن أظلم نفسي بعد اليوم ولن أحبس ذاتي هذا الحبس. ومع ذلك يجب أن أكون صادقة وأقول إن الحجاب أفادني وأعطاني الكثير. فقد ساعدني في أن أجد نفسي، ومنحني القوة لأكون على قدر حمل الرسالة التي كنت أتوهم أني أحملها، ومنحني قوة الدفاع عن خياراتي. وهو في النهاية أعطاني القوة لكي أنزعه.

وإذ أروي قصتي مع الحجاب، فإني أكن الاحترام الى المتحجبات فهن أدرى بأحوالهن.

وها أنا أشعر للمرة الأولى بالراحة . لم اعد في مرحلة ضياع وبحث عن الذات. لقد تصالحتُ مع نفسي. وأنا أملك حرية لم أكن أملكها قبلاً .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رانيا

رانيا


انثى عدد المساهمات : 65

مذكرات محجبة سابقة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات محجبة سابقة   مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالسبت أبريل 24, 2010 12:42 am

شكرا صباح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء

صفاء


انثى عدد المساهمات : 52

مذكرات محجبة سابقة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات محجبة سابقة   مذكرات محجبة سابقة I_icon_minitimeالسبت أبريل 24, 2010 12:45 am

مرسى صباح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مذكرات محجبة سابقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب مصر :: منتدى المرأه العصريه :: عام-
انتقل الى: