أعرف هل أنا «أهوى» كما تقول أسمهان أم أنا «أهوج» كما أعتقد، أم أنا زى ما أنا وإنت بتتغير وعمر الهوى قصير.. الأستاذ «محمود ياسين» فقط هو الذى حرر سيناء عدة مرات فى أفلامه دون أن «يتنكش» شعره.. والأستاذة «نادية الجندى» فقط هى التى حصلت على أسرار إسرائيل النووية دون أن يتغير «مكياجها»، ففى الأفلام فقط ينتصر الضعفاء، لكن الحقيقة أنه لا انتصار فى الحياة دون تضحية.. فهل نحن على استعداد لدفع ثمن الإصلاح والتغيير أم نريده على حساب صاحب المحل؟ فماذا لو جاء حاكم يجبرنا على العمل والإنتاج؟..
ويا عزيزى كلنا متظاهرون إلا قليلاً.. الطبيب يتظاهر بأنه يُعالج، والمدرس يتظاهر أنه يُعلم، والموظف يتظاهر أنه يعمل، وصديقتك تتظاهر أنها تحبك، والبعض يتظاهر أنه يتظاهر وكأننا فى معهد التمثيل، لذلك لا ننتج بقدر ما نسرق، وعندما كنا نتظاهر ونحن طلبة قال الأستاذ هيكل: (تذكروا وأنتم تتعاملون مع هذه المظاهرات أن واحداً من هؤلاء المتظاهرين سوف يصبح يوماً ما رئيساً لمصر)..
ثم أثبتت الأيام أن الرؤساء لا يأتون من المتظاهرين فى الشوارع (النوع الأول) لكنهم يأتون من المتظاهرين فى دواوين الحكومة (النوع الثانى). فالنوع الأول بضعة آلاف والنوع الثانى عدة ملايين، والأول كما يُقال تظاهر بالمندسين لكن الثانى تظاهر بالقمر الدين..
فهل الناس نائمة أم المسحراتى أخرس؟.. مصر فيها النوعان فهى الأم والأب، «أم كلثوم» و«أبوالليف»، وفيها أحمد عرابى، زعيم الفلاحين، وأحمد عز، زعيم الأغلبية، فيها «التوك توك» سيئة ظاهرة، و«المرسيدس» حسنة مخفية، لذلك تعطى الفلاح الأرض بالإصلاح الزراعى وتأخذها منه بالإصلاح السياسى، وتعطى الموظف راتباً يكفيه الأسبوع الأول ثم يكمل باقى الشهر فى قراءة برنامج السيد الرئيس، وعندما يقرأه يعرف أن الدنيا فانية، وأنها خلقت من أجل رجال الأعمال ونحن ضيوف فيها..
التظاهر بالعمل أخطر من التظاهر من أجل الأجر.. مما يُذكر أن «محمود ياسين» مثّل فيلم «الرصاصة لاتزال فى جيبى» أيام المحتلين ثم مثّل فيلم «على من نطلق الرصاص» أيام المحتالين، لذلك عندما سألت أحد مفسرى الأحلام بأننى أزحت حملاً ثقيلاً أحمله على جسدى، قال لى: (يبقى هتبيع البالطو بتاعك).
الإثنين ديسمبر 19, 2011 10:33 pm من طرف 
